لطالما كان حلم حسام أن يكون له عمله الخاص، تماماً مثل والده. لذلك أراد أن يفتح متجره الخاص في أقرب وقت ممكن بعد قدومه إلى هولندا من سوريا. سألناه كيف تمكن من تحقيق حلمه.
ماذا كنت تعمل في سوريا؟
كنت أعمل مع والدي. لم أكن أدرس وكان لدى والدي عمله الخاص في حلب. سوق بيع بالجملة لجميع أنواع المنتجات الغذائية. كنا نهتم ببيع وشراء المنتجات. لذلك لم يكن متجراً يتسوق فيه الناس، بل كان عملاً تجارياً كبيراً تشتري منه الشركات الأخرى بضائعها.
هل لا يزال عمل والدك موجوداً؟
نعم، لا يزال مفتوحاً، على الرغم من أنه لم يتبق منه أي منتجات تقريباً. عندما كان الوضع غير آمن للغاية في حلب قبل حوالي خمس سنوات، كان الناس يشترون الكثير من الطعام. لم يكونوا يعرفون ما إذا كانوا سيبقون على قيد الحياة أو يموتون في اليوم التالي. لقد أصبح الوضع الآن أكثر أمانًا مرة أخرى، ولكن لم يعد هناك عمل ولا مال ولا منتجات. وفيما يتعلق بالحرب، فقد زال الخطر، ولكن بسبب الفقر الشديد الآن، هناك سرقة. ومن الأفضل أيضاً ألا تخبر أحداً أن لديك مالاً.
جئت إلى هولندا في عام 2016 وافتتحت مؤخراً متجرك الخاص. كيف سار الأمر؟
لقد قضيت حوالي عام ونصف في مركز أزك وفي عام 2017 - أو 2018، لا أتذكر بالضبط - جئت للعيش في هوجفليت. وفي ذلك الوقت أيضاً بدأت تعلم اللغة الهولندية. عملت في البداية في Thuisbezorgd وفي سوبر ماركت مغربي. ثم بدأت دورة في ريادة الأعمال. وخلال تلك الدورة، كنا نتناول موضوعاً جديداً في كل مرة. على سبيل المثال، كان الموضوع عن بدء عملك الخاص في هولندا، وكيفية الحصول على عمل هنا وما هي القواعد. كما تعلمت أيضاً كيفية القيام بالمحاسبة، وكيفية التعامل مع العملاء الهولنديين وكيفية إدارة متجر. وكان من المفيد أيضاً تعلم كيفية كتابة خطة عمل للبلدية. ففي النهاية، لديك الكثير من القواعد في هولندا أكثر من سوريا.
وبعد الدورة؟ كيف صادفت هذا المحل؟
كنت أسكن بالقرب من هذا المحل ومررت بجواره ذات يوم. كان فارغًا وكان هناك إعلان يقول إن المحل للإيجار. اتصلت على الفور بالوكيل العقاري لتحديد موعد. بعد ذلك، تمكنت من استئجار المكان. قمت بالتسجيل في غرفة التجارة ومكتب الضرائب. كما طلبت من جميع أنواع الموردين ما إذا كان بإمكانهم توريد المنتجات التي لن أدفع ثمنها إلا بعد ذلك. وقد نجح ذلك. ساعدني العديد من التجار السوريين، لكنني حصلت أيضاً على مساعدة من الموردين الأتراك. وبفضلهم جزئياً، تمكنت من البدء بسرعة.
هل بدأت بدون نقود؟
جزئياً. تقدمت بطلب للحصول على إعانة BBZ وكان لا يزال لدي بعض المال الخاص بي لاستثماره. ومن ذلك اشتريت الضروريات مثل الثلاجة وآلة تسجيل النقود والإضاءة. أنا الآن أفتح المحل منذ أربعة أشهر والأمور تسير على ما يرام.
كيف حصلتم على جميع مورديكم؟
ذهبت إلى العديد من محلات السوبر ماركت السورية وسألتهم كيف بدأوا عملهم والموردين الذين يعملون معهم. وبهذه الطريقة بدأت بالفعل في التواصل وحصلت على الكثير من النصائح الجيدة. كنت قد عملت بالفعل في سوبر ماركت مغربي لفترة من الوقت، حيث تعلمت الكثير أيضاً. وغالباً ما كنت أذهب مع المالك إلى تجار الجملة، لذلك كنت أعرف بالفعل من أين أشتري الكثير من منتجاتي.
ما نوع الزبائن الذين يأتون إلى متجرك؟
إنهم لطفاء جداً! الجميع يستخدمون كلمات سهلة، لأنهم يعلمون أنني لم أقم في هولندا منذ فترة طويلة. كنت أتوقع أن يكون لدي زبائن سوريين فقط، ولكن يأتي زبائن هولنديين وسوريناميين وأفارقة ومغاربة وعراقيين. هذا هو أول متجر سوري في المنطقة، لذلك يأتي الكثير من الناس إلى هنا خصيصاً لشراء أغراضهم. أسعاري جيدة ويمكن للزبائن أيضاً طلب المنتجات. كما أنهم فضوليون للغاية ويسألون طوال الوقت: "ما هذا؟ وما هذا؟ أنا أعرف الاسم الهولندي لحوالي 70% من المنتجات، لكنني ما زلت أتعلم أشياء جديدة كل يوم. لهذا السبب أريد أيضاً تطوير لغتي أكثر. فأنا أعرف الأساسيات الآن، ولكنني أود أن أتحسن.
هل لديك أي نصائح للوافدين الجدد الذين يرغبون أيضاً في فتح أعمالهم الخاصة؟
من المهم حقاً تعلم اللغة الهولندية جيداً ومعرفة القواعد. يجب عليك طرح أكبر عدد ممكن من الأسئلة على الجميع. إذا كنت ترغب في فتح سوبر ماركت خاص بك، اذهب إلى محلات السوبر ماركت الأخرى لتسأل كيف بدأوا. عندما طلبت النصيحة من السوريين الذين عاشوا هنا لمدة 30 عاماً، قالوا جميعاً أنه يجب أن أتعلم اللغة جيداً أولاً.
هل فكرت يوماً أن الأمر لن ينجح؟
حسناً، في البداية سببت لي الكثير من الصداع. لم أكن أعرف اللغة والقواعد. كان الأمر صعبًا حقًا، لكن ذلك أيضًا لأنني كنت أعتقد أن الأمر صعبًا في رأسي. الآن أعرف أفضل من ذلك. قبل كل شيء، عليك أن تعرف أين تجد المعلومات. لقد بحثت كثيرًا على جوجل، وكما قلت، طرحت أسئلة على أي شخص يمكنني العثور عليه. لاحظت أن الكثير من الناس حريصون أيضًا على المساعدة. إذا سألني شخص ما الآن عن كيفية فتح سوبر ماركت، فسأساعده أيضًا، بعد أن عرفت الآن كيف أفعل ذلك بنفسي.
تفتح أبوابك يومياً من الاثنين إلى السبت من 9 صباحاً إلى 8 مساءً، ويوم الأحد من 12 ظهراً إلى 6 مساءً.
صحيح! أعتقد أنه من المهم أن تكون مفتوحاً كل يوم. كان صاحب السوبر ماركت المغربي الذي كنت أعمل فيه يغلق أبوابه كل يوم اثنين، في حين أن العديد من الزبائن يرغبون في التسوق يوم الاثنين. إذن أنت تخسر دخلك. لهذا السبب أنا أفتح المحل كل يوم، فأنا لا أتوقف يومًا واحدًا.
أنت تعمل بمفردك. هل ترغب في توظيف شخص آخر؟
ربما في المستقبل. في السنة الأولى سأعمل بجد، بمفردي فقط. بعد ذلك، قد أرغب في توظيف موظف حتى أحصل على إجازة أيام الأحد. عائلتي في سوريا تتصل كل يوم لتسألني إن كان بإمكانها العمل معي، هاها! نعم، يودون المجيء إلى هنا. إنهم فخورون بي نوعاً ما وسعداء لأنني تمكنت من فتح مشروعي الخاص. ولكن في الوقت الحالي، يمكنني تدبر أموري بمفردي. تساعدني زوجتي أيضاً في المتجر. وهي تذهب أيضاً إلى المدرسة لتتعلم اللغة الهولندية، ولكن من الجيد أيضاً أن تتدرب عليها في المتجر. أعتقد أنه من الجيد جداً الجمع بين العمل والمدرسة. هنا يجب عليك ذلك.
متجرك يبدو رائعاً. هل هناك أي منتج هو الأكثر مبيعاً؟
هناك بعض الأشياء التي تباع بشكل جيد جداً، ولكنني أعتقد أن الزعتر هو الأكثر مبيعاً. وهو عبارة عن خلطة توابل عربية تقليدية، وهي لذيذة مع زيت الزيتون والخبز العربي. ويشتريه الكثير من الهولنديين أيضاً. ولديّ أيضاً الكثير من التوابل الخاصة بي، والتي يتم طحنها طازجة في المتجر بآلة خاصة. وقد فعلت الشيء نفسه في سوريا وهي حقاً من اختصاصي.
كيف ترى المستقبل؟
كان حلمي دائماً أن أبدأ عملي الخاص، تماماً مثل والدي. لقد تعلمت منه كل شيء. لم أرغب أبداً في العمل لدى شخص آخر. أعرف كيف أدير عملاً تجارياً وأحب حقيقة أن كل شيء ملكي. سوبرمارتي الآن هو متجر سوري، ولكن في المستقبل أريد أن أفتتح سوبرماركت كبير جداً بمنتجات من جميع أنواع البلدان. وعندها سيكون لديّ أشياء للهولنديين والعراقيين والسوريناميين والسوريين، للجميع! إذا كنت ترغب في فتح سوبر ماركت خاص بك، اذهب إلى محلات السوبر ماركت الأخرى لتسأل كيف بدأوا.
